قصه الصحابى أسامه بن زيد

قصه الصحابى أسامه بن زيد رضى الله عنه من أكثر قصص الصحابة الملهمة للكبار والصغار، حيث أنه كان مجاهدًا وعابدًا على أكمل وجه ، ليس هذا فقط بل كان عالمًا يحب القراءة ويفسر القرآن الكريم وراويًا للأحاديث النبوية، لذلك كان من أكثر الشخصيات المؤثرة في الإسلام.
قصه الصحابى أسامه بن زيد
تعتبر قصه الصحابى اسامه بن زيد من القصص التي نرى فيها نتيجة التنشئة الطيبة، وكيف للتربية في مناخ ديني أن تنتح لنا رجال في سن صغير همهم الأخرة ولا يهتمون بالدنيا وصغائر أمورها:
- لقد ولد أسامة بن زيد وأبوه من أوائل الناس التي أمنت بالرسول ﷺ ودخلت في الإسلام، وكان النبي يعتبر زيد بن الحارثة هو أبنه بالتبني.
- لذلك نجد أن أسامة بن زيد تربى ونشئ في بيت النبوة ورعاه النبي الكريم، لهذا فهو مؤمن ومسلم منذ ولد، حيث أنه لم يعرف أي دين أخر غير الإسلام.
- كما أن أسامه قام بالهجرة مع والده زيد بن الحارثة، وذلك حين أمر الرسول بالهجرة عند اضطهاد المشركين لمن أسلموا.
- كان النبي محمد ﷺ يحب أسامة بن زيد كثيرًا، بل إنه كان دائمًا يقول بأنه يعتبره أحد من أسرته الكريمة.
- حيث كان الرسول ﷺ يقوم بوضع أسامة والحسن على رجليه، ويدعوا الله ويقول اللهم إني أحبهم فأحبهم، فكان يغير منه البعض لتساويه مع الحسن في حب الرسول.
- كان البعض يؤكد على حب الرسول ﷺ لأسامة لقول الكثير أن الخب يظهر في السفر، والنبي الكريم كان في أغلب سفره يجعل أسامه معه في ركابه أو خلفه.
- على الرغم من أن حب النبي محمد ﷺ كان يجعل الكثير يغيرون من أسامة، إلا أن خلقه وصفاته الحميدة وذكائه جعل الجميع يرى أن هذه المكانة يستحقها بجدارة.
أسامه بن زيد أسمه ونسبه
في القبائل العربية القديمة كان أكثر ما يميزهم بين بعضهم البعض هو النسب والتاريخ القبلي لهم، وقد كان أسامة بن زيد من الأشخاص ذو النسب وينتمي لقبيلة من أفضل القبائل في مكة:
- أسمه بالكامل أسامة بن زيد ابن الحارثة ابن شراحيل ابن كعب كلبي، وكنيته هي أبو محمد، والبعض يقول أبو زيد.
- نسبه ينتمي إلى كنانة عوف من قبيلة كلب، وهذه القبيلة معروف عنها صلابتها وحزمها في الحروب، وأنهم أشداء في مواجهة كل أمورهم.
- كان يقول عنه الرسول ﷺ دائمًا الحِب ابن الحِب، وذلك لأن والده زيد ابن الحارثة الذي كان من أول من أمن بالرسول.
- كما أن أمه كانت الحبشية أم أيمن المملوكة لأم الرسول ﷺ السيدة أمنة بنت وهب، وقد كانت هي الحاضنة للنبي الكريم.
- تزوج من فاطمة بنت قيس الفهرية، وأنجب منها أبنه محمد بن أسامة ابن زيد.
موقف أسامه بن زيد من الفتنة الكبرى
من أهم المواقف في قصه الصحابى اسامه بن زيد هو موقفه وما قام به في الفتنة التي حدثت والتي أطلق عليها الفتنة الكبرى:
- بعد فترة من وفاة النبي ﷺ حدثت فتنة كبيرة بين اثنان من الصحابة، الصحابي علي بن أبي طالب وجماعته من جهة، ومعاوية بن أبي سفيان وجماعته من جهة أخرى.
- أسامة بن زيد كان يحب علي بن أبي طالب أكثر، كما أنه يعرف أن الحق معه وليس مع معاوية بن أبي سفيان، ولكنه أتخذ الموقف الحيادي المطلق لنهاية الفتنة.
- كان أساس موقفه هذا مبني على رأيه الثابت في أنه لن يقتل أي شخص مسلم يؤمن بالله عز وجل وبرسله أجمعين.
- ذلك بعد أن عاتبه الرسول ﷺ ذات مره وفي أحد المعارك مع المشركين، بعد أن قتل مشرك قال لا إله إلا الله قبل قتله في الحرب.
- حتى أنه أرسل رسالة لعلي بن أبي طالب قال له أنه لو كان في داخل فم أسد لكن من المحبب له أن يكون بصحبته، ولكنه في هذا الموقف لا يراه.
- لذلك كان أسامة بن زيد ملازم لمنزلة لا يخرج في أي حروب طوال مدة هذه الفتنة حتى انتهت الفتنة بينهم.
صفات أسامه بن زيد
لا توجد صور لنعرف منها أشكال الصحابة بالشكل الصحيح، ولكن هناك أقوال منقولة جمعت لنا بعض من صفات أسامة بن زيد لنتمكن من تخيل شكله ومعرفة صفاتهم:
- أما عن صفاته الشخصية فقد أخذ أغلبها من والده، حيث تميز بالذكاء الحاد ودائمًا ما كان فطن وحكيم، حيث كان يعطي الأمور حجمها الصحيح ويضعها في مكانها.
- من أهم صفاته أيضًا الشجاعة والقوة حيث كان بطلًا، كما كان لسانه عفيفًا مترفع عن أي أخطاء أو بذاءات، لذلك كان يحبه الناس جميعًا ويألفهم ويألفوه بشكل سريع.
- أجمع الجميع على أن أسامة بن زيد كان ناضج بشكل مبكر عن عمره وعقله كبير مقارنة بسنه، وكانت لديه همة كبيرة ويتفانى دائمًا في كل ما هو واجب عليه.
زهد وورع أسامه بن زيد
إن قصه الصحابى اسامه بن زيد من قصص الصحابة التي نتعلم منها الزهد والورع، حيث كان في هذا السن الصغير مثال يقتدي به في الزهد والورع لكل المسلمين:
- لقد كان أسامة بن زيد من أكثر الناس زهدًا في الدنيا بكل ما فيها، ولقد فضل الأخرة وما فيها لذلك لم يترك طريق يقربه إلى الله والجنة إلا وذهب إليه.
- فقد كان يصوم دائمًا ولا ينام الليل من التهجد حتى يتقرب من الله، ولم يكن يهتم بزخارف الملابس ولا حتى الزينة.
- كان يخشى الله دائمًا في كل معاملاته وسلك كل طرق الصالحين.
- كان يسعى للتقرب من الله بالجهاد في سبيل الله منذ كان في عمر 14 عامًا لكنه حقق رغبته في عمر 15 عام، ومن وقتها لم يتخلف عن غزوة أو فتح.
جهاد أسامه بن زيد
من أهم ما يدرس في قصه الصحابى اسامه بن زيد هو جهاده في سبيل الله، حيث كان يرى أنه أصبح الشيء الوحيد الذي ينقصه للتقرب من الله ونصرة دينه:
- كان أسامة بن زيد يسعى لأن يضمه الرسول ﷺ إلى الجيش هو في الرابعة عشر من عمره، لينال شرف القتال في سبيل الله.
- فذهب من بعض الفتيان وكانوا يكبروه بعام وطلبوا ذلك من النبي، ولكن النبي وافق للفتيان الأكبر من أسامة وسمح لهم بالخروج للقتال، وكان ذلك في غزوة أحد.
- لتأتي السنة التالية وفي غزوة الخندق ويكرر أسامة مطلبه على الرسول ﷺ مع بعض الصحابة، ليوافق له النبي الكريم في هذه المرة للخروج للقتال.
- أما في غزوة مؤته فقد كان أسامة يحارب تحت قيادة أبيه، وعلى الرغم من استشهاد أبيه في بداية المعركة، إلا أن أسامة أستمر في القتال.
- عاد أسامة من غزوة مؤته إلى مدينة وهو على ظهر حصان أبيه بعد أن ترك جثمان والده الشهيد ورائه على حدود الشام.
- كما أنه في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه شارك في كل حروب الردة، والتي كانت لمحاربة الذين ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول ﷺ.
- قبل وفاة النبي الكريم مباشرًة جعل أسامة قائد على رأس بعثة تخرج للشام لقتال الروم، وقد عرفت باسم بعثة أسامة لكنها توقفت بسبب وفاة النبي لكن أكملها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
مكانة أسامه بن زيد العلمية وروايته للحديث
لم يكن أسامة بن زيد محاربًا شجاعًا فقط، بل إنه كان محب للعلم والقراءة كما أن قربه من الرسول ﷺ جعله من أشهر وأكثر الصحابة رواية للحديث:
- رغم صغر عمره إلا أن أسامة بن زيد كان دائمًا محل ثقة القوم دائمًا ما يذهبون إليه لمعرفتهم بعلمه الكبيرة، كذلك لأنه كان ينصر الحق وسمع وروى عن النبي الكثير.
- حيث قام أسامة بن زيد برواية ما يقرب من 128 حديث شريف عن الرسول ﷺ، من أشهر الأحاديث التي رواها عن النبي حديث فتنة النساء وحديث صلاة الجماعة.
- ليس رواية الأحاديث فحسب ولكن فقهه ومعرفته في أمور الدين جميعها، جعل الناس يستشيرونه دائمًا في كل أمور الدنيا ويأخذون منه بعض الفتاوى.
وفاة أسامه بن زيد
توجد بعض الاختلافات على السن الذي توفي فيه أسامة بن زيد، ولكن رغم هذا الاختلاف على السن إلا أن الإجماع كان على أنه من أهم وأفضل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:
- اختلاف بعض المؤرخين حول العمر المحدد الذي توفي فيه الصاحبي أسامة بن زيد، البعض يقول توفى في عمر 45 عام والبعض الأخر يقول في عمر 61 عام.
- لكن الإجماع كان حول أنه كان يعيش في زمن معاوية بن أبي سفيان في غرب دمشق، وبعدها عاش في وادي القرى.
- ثم انتقل بعد ذلك قبل وفاته إلى المدينة المنورة في منطقة الجرف، وتوفى بها ودفن في البقيع.
لقد تعرفنا معكم على قصه الصحابى اسامه بن زيد لنستفيد جميعًا من الأحداث الموجودة بها، كما عرضنا لكم الكثير من التفاصيل التي تخص حياته من مولده وحتى وفاته، وذلك حتى نستفيد من حياته القريبة من النبي ﷺ والذاخرة بالأحداث والمواقف لنتعلم منها.
اقرأ ايضاً : من هى ذات النطاقين؟