سلمان الفارسى : رحلة البحث عن الحق

ولد سيدنا سلمان الفارسى كما ورد فى رواية سيدنا عبد الله بن عباس فى أصبهان فى بلاد فارس فى قرية يقال لها جى وكان أبوه ميسور الحال وكان يحبة كثيراً حتى أنة حبسة فى البيت خوفاً علية وكان على دين المجوسية ويحكى سيدنا سلمان عن نفسة يقول أنة أجتهد فى المجوسية حتى سار قاطن النار الذى يوقدها حتى لا تخبو وكان أبوه له ضيعة وحدث أنة شغل ذات يوم فى بنيان فأمره أبوة أن يذهب ألى هذه الضيعة مكانة وأمرة ألا يتأخر علية لأنة أهم عندة من الضيعة ومن كل شىء وأثناء ذهابة ألى الضيعة مر على كنيسة من كنائس النصارى فسمع أصواتهم وهم يصلون فدخل عليهم لينظر ماذا يفعلون فعجبتة صلاتهم وقال فى نفسة هذا خير من الدين الذى نحن علية وظل معهم حتى غربت الشمس وقد ترك ضيعة أبية ولم يذهب أليها ثم رجع ألى أبية وكان قد أرسل فى طلبة وأثناء وجودة مع النصارى سئلهم أين أصل هذا الدين فقالو له فى الشام ولما رجع ألى أبية سئلة أين كان فحكى له ما حدث من أنه مر على الكنيسة وأعجبة ما يفعلون فقال له أبية أن هذا الدين ليس فية خير وأن دينه ودين آبائة خير منه فقال له لا أنه خير من الدين الذى هم عليه فخاف عليه أبوه وقيدة وحبسه فى البيت ، فأرسل ألى النصارى وقال لهم أذا قدم عليكم ركب من الشام أن يخبروه ، فأخبروه عندما قدم أليهم الركب فقال لهم أذا همو بالرجوع فأخبرونى ففعلو ذالك ففك الحديد من قدمه وذهب معهم حتى قدم ألى الشام ، ولما قدم ألى الشام سأل من أفضل أهل هذا الدين فدلوه على أسقف الكنيسة، فجاءة وأخبرة أنة يرغب فى هذا الدين ويريد أن يتعلم منة وأقام معه ولكنه وجده رجل سيئ يأمر الناس بالصدقات للفقراء وأذا أعطوها له لينفقها على الفقراء والمساكين يكنزمنها لنفسة حتى أجتمع عنده سبع قلال من الذهب والورق فبغضة سيدنا سلمان الفارسى بغضاً شديداً لما رأى منه ذالك ثم مات ذالك الأسقف فجاء ألية النصارى ليدفنوه فقال لهم سيدنا سلمان أنة رجل سيئ يأمرهم بالصدقات ثم يكنزها لنفسة ولا يعطى المساكين وأراهم مكان النقود ، فأقسمو الأ يدفنوه وصلبوه ورموه بالحجارة وجاؤو برجل جعلوه مكانه فيقول سيدنا سلمان أنه كان رجل فاضل زاهد عابد لم يرى أفضل منه فأحبه سيدنا سلمان وظل معه حتى حضرته الوفاة فقال له ماذا تأمرنى وألى من توصينى فقال له أن يذهب ألى رجل بالموصل فأنه سيجده على مثل حاله من الزهد والورع فذهب ألية وحكى له ماحدث وظل معه يتعلم منة ووجده على نفس الحال من الصلاح ، حتى حضرت ذالك الرجل الوفاه فقال له سيدنا سلمان أنك قد حضرتك الوفاه فألى من توصى بى فقال له لا أعلم ألا رجلا بنصبين فلما دفنوه ذهب ألى دالك الرجل وكان أيضا رجلا صالحا ظل معة حتى أذا حضرته الوفاه فأوصى بة ألى رجل من أهل عمورية بالروم فجاءه فوجده على نفس حال أصحابة من الزهد والصلاح فظل معة وعمل واكتسب واصبح عندة غنيمة وبعض البقرات ، ولما حضرت الرجل الوفاه قال له سيدنا سلمان أن يوصى بة فقال له أنه لا يعلم أحد فى الدنيا على ما كانو عليه ، ولكن قال له أنك قد أتى زمان نبى يبعث من الحرم وقاله له علاماته أنه يهاجر ألى أرض سبخه بها نخل وبين كتفيه خاتم النبوة ، وأنه لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية فأن أستطعت أن تذهب ألى هذه البلد فافعل .
بعد فترة مر بهم تجار من العرب من بنى كلب ، فطلب منهم أن يحملوه الى أرض العرب على أن يعطيهم غنيمتة وبقراتة فوافقو ، وفى الطريق عند وادى القرى غدرو به وظلموه وباعوه عبدا لرجل يهودى فى وادى القرى وكان بها نخل فظن أنها من الممكن أن تكون البلد التى وصفت له ، ثم قدم رجل من بنى قريظة فأشتراه من اليهودىى وجاء بة ألى المدينة ، فيقول سيدنا سلما أنه لما رأها عرف أنها المدينة التى وصفت له ، واقام فى رق عند الرجل الذى أشتراه .
بعث الله النبى سيدنا محمد صلى الله علية وسلم فى مكه ثم هاجر ألى المدينة وكان سيدنا سلمان لم يسمع بأمر النبى صلى الله علية وسلم من قبل ، وأثناء عملة فى نخلة للرجل الذى أشتراه جاء أبن عم هذا الرجل وحكى له أن الناس مجتمعون على رجل جاء مكة يزعمون أنه نبى فلما سمع ذالك سيدنا سلمان أرتعد وكاد أن يسقط من النخلة ونزل يستعلم من هذا الرجل عن أمر النبى فلكمه الرجل الذى كان أشتراه لكمه شديدة وأمره أن يقبل على عمله .
لقاء سيدنا سلمان بالنبى صلى الله عليه وسلم
أراد سلمان الفارسى أن يذهب ألى النبى ويتيقن من الصفات التى وصفت له وأنه نبى هذا الزمان كما أخبره صاحبة فحمل شئ من الطعام وذهب ألى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فقال له بلغنى أنك رجل صالح وأن معك أصحابك غرباء وكان عندى شئ من الصدقة وأعطاه أياه ، فلم ياكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه أصحابه ليأكلو منة ، فقال سلمان فى نفسه هذه أحدى العلامات التى وصفت لى .
ثم رجع أليه مره أخرى وقد أحضر طعاماً وقال للنبى رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية فأكل منها رسول الله وأكل أصحابة ، فقال فى نفسة وهذه العلامه الثانيه .
ثم جاء مرة أخرى ألى رسول الله وهو يتبع جنازة فأستدار ينظر ألى خاتم النبوة ، فلما رأى رسول الله ذالك عرف أنه يريد أن يرى خاتم النبوه فألقى ردائة فرأى سلمان الخاتم فانكب عليه يقبله ويبكى ، فقال له رسول الله تحول فتحول سلمان وقص عليه قصته فأعجب سيدنا رسول الله أن يسمع أصحابه ذالك وأسلم سيدنا سلمان.
رسول الله هو من سماه سلمان حيث يقال أنه كان اسمة فى فارس زربة . ويقال أن أسمه مابة وأبيه أسمه خشفوذان أو بوذخشان
تحرير رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان من الرق
شغل الرق سلمان الفارسى ختى فاته عزوة بدر وأحد مع رسول الله ثم قال له سيدنا رسول الله كاتب يا سلمان ، فكاتب الرجل الذى كان يملكة على ثلاث مائة نخلة يحيها له بالفقير وأربيعين أوقية ذهب ، فقال رسول الله لأصحابة أعينو أخاكم فأعانوه حتى أجتمع له الثلاث مائة نخلة وأمرة رسول الله صل الله علية وسلم أن يذهب فبفقر لها حتى أذا فرغ يأتى ألى رسول الله فيكون هو من يضعها بيده ففعل ذالك فيقسم سلمان أنه ما ماتت منها نخلة واحدة ، وبقى علية الأربعين أوقية فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض المغازى بمثل بيضة دجاجه من ذهب وأعطاها لسلمان ليدفع منها ما تبقى علية ، فقال له سلمان وما تفعل هذه ، يقصد أنها قد لا تكفى الأربعين أوقية ، فقال له رسول الله خذها وان الله سيؤدى بها عنك ، فأخذها وأعطى منها للرجل الذى يملكة ما كان له من مال وحرر الله سيدنا سلمان من الرق ولم تفته معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
دورة فى غزوه الخندق
جاءت عزوة الأحزاب وأجتمع النبى صلى الله علية وسلم بأصحابة يستشيرهم فى أمر الدفاع عن المدينة فأشار سيدنا سلمان رضى الله عنه على رسول الله بخفر خندق وقاله أنا كنا فى فارس أذا حوصرنا خندقنا وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشوره سلمان رضى الله عنه وحفرو الخندق .
منزلتة
يوم الأحزاب أخذ كل من المهاجرون والأنصار يقولون سلمان منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سلمان منا أهل البيت).
وروى سيدنا أنس أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سابق ولد آدم وسلمان سابق الفرس
وكان صحابة رسول الله يعظمون ويوقرون سلمان الفارسى رضى الله عنة
وفاتة
توفى سيدنا سلمان الفارسى فى خلافة سيدنا عثمان بن عفان بالمدائن قيل عام 33 هـ وقيل عام 36 هـ
أقرا ايضاً :عقبة بن نافع