قصص وحكايات

أسامه بن زيد : قصة حياة مليئة بالشجاعة والإيمان

قصه الصحابى أسامه بن زيد رضى الله عنه من أكثر قصص الصحابة الملهمة للكبار والصغار، حيث أنه كان مجاهدًا وعابدًا على أكمل وجه. كان يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان يُلقب بـ “الحب ابن الحبّ”، أي ابن زيد بن حارثة. محبة الرسول له كانت عظيمة. تميز أسامة بشخصيته القوية وعلمه الغزير. كما كان شجاعًا في ساحات القتال. هذه المقالة تستعرض حياته من البداية حتى الوفاة.

نسبه ونشأته

اسمه ونسبه الشريف

هو أسامة بن زيد بن حارثة . كان أبوه زيد بن حارثة مولى للرسول صلى الله عليه وسلم.. كان زيد هو الوحيد من الصحابة الذي ذكر اسمه في القرآن. والدته كانت أم أيمن. اسمها بركة بنت ثعلبة الحبشية. كانت حاضنة الرسول وخادمته. كانت من أوائل من أسلموا. تزوجها زيد بن حارثة بأمر من النبي. وُلِد أسامة من هذا الزواج المبارك.

نشأته في بيت النبوة

عاش أسامة بن زيد طفولته في بيت رسول الله.وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه . كما كان يعامله كأحد أبنائه. يروي المؤرخون الكثير من المواقف. كان النبي يداعبه ويضاحكه. كما كان يضمه إلى صدره. كان الرسول يضعه على فخذه. ويضع الحسن على الفخذ الآخر. ثم يقول: “اللهم إني أحبهما فأحبهما”. كان هذا الحب ينمو مع الأيام.

انتقل هذا الحب إلى المسلمين أيضاً. فجميعهم كانوا يحبونه حبًا جمًا. كان حبًا عظيمًا نابعًا من حب النبي له. كما لم يكن أسامة مجرد طفل عادي. بل كان يُرى أعظم الناس. كما كان يُرى أخلاقه وحكمته. تلقى تربية نبوية خالصة. تأثر بكل ما حوله من قيم. ولهذا كان أسامة شابًا صالحًا. أيضاً كان طموحًا ووفيًا للإسلام.

جهاده وقيادته العسكرية

رغبته المبكرة في الجهاد

شب أسامة على حب الجهاد. كان يريد أن يقاتل في سبيل الله . في غزوة أحد، وكان عمره أربعة عشر عامًا. خرج مع مجموعة من الفتيان. أراد أن يشارك في المعركة. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم رده. قال له: “ارجع، ما أنت إلا غلام”. حزن أسامة لرفضه. لكنه كان مطيعًا لأمر النبي. كانت هذه الغزوة أول محاولاته للجهاد. ثم جاءت غزوات أخرى. في غزوة الخندق كان عمره خمسة عشر عامًا. سمح له الرسول بالمشاركة فيها. وكانت أولى معاركه.

قيادة جيش المسلمين

الحدث الأبرز في حياته العسكرية هو “بعث أسامة”. في أواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، أمر بتجهيز جيش. هذا الجيش يتجه إلى الشام. غايته هي قتال الروم. سمّاه النبي “جيش أسامة”. اختار النبي القائد بنفسه. اختار أسامة بن زيد قائدًا للجيش. كان عمره آنذاك ثمانية عشر عامًا. أمرًا غير مألوف في ذلك الوقت. أيضاً كان في الجيش كبار الصحابة. منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب. تعجب بعض الصحابة من ذلك. كيف يقودهم شاب صغير؟

أعترض بعضهم على هذا القرار. لكن الرسول سمع اعتراضهم. صعد المنبر وهو مريض. قال في خطبته: ” إن بعض الناس يطعنون في إمارة أسامة بن زيد، ولقد طعنوا في إمارة أبيه من قبل، وإن كان أبوه لخليقا للإمارة، وإن أسامة لخليق لها، وإنه لمن أحب الناس إلي بعد أبيه، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا”. بهذه الكلمات، أزال النبي الشكوك. وأكد على صلاحية أسامة للقيادة.

واصل أسامة تجهيز جيشه. لكن مرض النبي اشتد. توفي الرسول بعد ذلك. تردد أبو بكر الصديق في إرسال الجيش. لكنه تذكر وصية الرسول. أصر أبو بكر على تنفيذ أمر النبي. قال كلمته الشهيرة: “والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله”. خرج أبو بكر بنفسه يودّع الجيش. مشى بجانب أسامة. وقال له: “سر يا أسامة، فإني أسير معك”. لكن أسامة رفض. قال له: “يا خليفة رسول الله، إما أن تركب أو أنزل”. فرفض أبو بكر. وأمره بالمسير.

خرج الجيش متوجهًا نحو الشام. أكمل أسامة مهمته بنجاح. هزم جيوش الروم. وعاد سالمًا غانمًا. أيضاً  كانت هذه المهمة دليلًا على حكمته. كما أنها كانت أيضاً دليلًا على شجاعته. أثبت أنه كان أهلًا للثقة. أثبت أن اختيار النبي له كان صوابًا.

علمه وروايته للحديث ومكانته

علمه وروايته للحديث النبوي

لم يكن أسامة بن زيد قائدًا عسكريًا فقط. بل أيضاً  كان من رواة الحديث الشريف. كان يروي عن رسول الله مباشرة. لأنه كان قريبًا منه جدًا. كما عاش معه فترة طويلة. كما شهد الكثير من المواقف. كان يروي ما سمعه ورآه. روى أحاديث قليلة العدد. لكنها كانت ذات أهمية كبيرة. حيث كانت تتعلق بالأحكام والآداب. كما كان الصحابة يأخذون عنه. وأيضاً كان التابعون يطلبون منه الرواية. كان معروفًا بصدقه وحفظه.

مكانته ومنزلته

أسامة بن زيد كان  يتمتع بمكانة خاصة. كانت له منزلة رفيعة عند الرسول صلى الله عليه وسلم. كما كانت له محبة فائقة من النبي. كان يسمى “حب رسول الله”. وهذا يكفيه فخرًا. كان الناس يتوسلون بحبه. كما كانوا يطلبون منه أن يشفع لهم. يطلبون منه أن يكلم الرسول. كان له شأن عظيم في المدينة. فقد كان النبي يحبه ويقدره. وهذا دليل على مكانته.

كما كان عمر بن الخطاب أيضاً  يحب أسامة. وكان يقدمه على أبنائه فى العطاء . كما يروى أن عمر كان يعطي أسامة من العطاء أكثر مما يعطي لابنه. فسأله ابنه عن السبب. قال له عمر: “لأنه أحب إلى رسول الله منك. وأبوه أحب إلى رسول الله من أبيك”. هذا يوضح عظم مكانة أسامة.

حياته بعد النبي

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، لازم أسامة المدينة المنورة. كما كان يعتزل الفتن التي حدثت.  لم يشارك في معركة الجمل. ولم يشارك أيضاً  في معركة صفين. فقد كان موقفه هو الاعتزال. قال لأحد الصحابة: “ألم تر أني لست بمقاتل؟”. ثم قال: “لا أقاتل من يقول لا إله إلا الله”. هذا الموقف يعكس ورعه وحكمته. أيضاً كان يريد أن يحافظ على وحدة المسلمين. و يخشى سفك الدماء. و هذا من سماته البارزة.

وفاته

 توفي في المدينة المنورة.كان ذلك في خلافة معاوية . تحديدًا في عام 54 هجري.. قضى حياته في طاعة الله. قضى حياته في خدمة الإسلام. كما كان محبوبًا في حياته. وظل ذكره حيًا بعد وفاته. ترك سيرة عطرة. كما ترك قدوة حسنة في الولاء والحب

 

اقرأ ايضاً : من هى ذات النطاقين؟

أقرأ أيضاً : عقبة بن نافع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى