تعتبر فكرة الحصول على 8 ساعات من النوم العميق ليلًا هدفًا شائعًا، ولكن هل فكرت يومًا أن جودة نومك أهم بكثير من كميته؟ في الواقع، لا يتعلق الأمر فقط بعدد الساعات التي تقضيها في السرير، بل يتعلق بنوعية النوم الذي تحصل عليه. على الرغم من أن النوم هو حالة من الراحة، إلا أن دماغك وجسمك يعملان بجد أثناء هذه الفترة، حيث يمران بدورات حيوية لا يمكن الاستغناء عنها. في هذه المقالة، سنكتشف الأهمية الحقيقية للنوم العميق، ولماذا يعتبر الركيزة الأساسية للصحة الجسدية والعقلية.
ما أهمية النوم العميق ؟
يُعرف النوم العميق بأنه المرحلة الثالثة من دورة النوم غير السريع لحركة العين (NREM). خلال هذه المرحلة، يتباطأ معدل ضربات قلبك وتنخفض درجة حرارة جسمك. ونتيجة لذلك، يسترخي جسمك تمامًا. ولكن الأهم من ذلك، فإن النوم الجيد يلعب دورًا حاسمًا في العديد من العمليات الحيوية:
تعافي الجسم وتجديد الخلايا
يتم خلال النوم العميق إصلاح أنسجة الجسم والعضلات. على سبيل المثال، يطلق الجسم هرمون النمو البشري، الذي يعد ضروريًا لنمو وإصلاح الخلايا والأنسجة. ولهذا السبب، فإن النوم مهم جدًا للرياضيين والأشخاص الذين يمارسون التمارين الشاقة.
تقوية الذاكرة والتعلم
في المقابل، يعمل دماغك أثناء النوم العميق على معالجة المعلومات التي تعلمتها خلال النهار. بالتالي، فإنه ينقل الذكريات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، وهو ما يساعدك على تذكر الأشياء. إذا كنت لا تحصل على قسط كافٍ من النوم ، فمن المرجح أن تواجه صعوبة في التركيز والتعلم.
التخلص من السموم في الدماغ
اكتشفت الأبحاث أن النوم العميق هو الوقت الذي يقوم فيه الدماغ بعملية “التنظيف”. يطرد الجهاز اللمفاوي الدماغي السموم والفضلات المتراكمة خلال النهار، بما في ذلك بروتين بيتا أميلويد الذي يرتبط بمرض الزهايمر. ولهذا السبب، فإن النوم العميق يحمي صحة دماغك على المدى الطويل.
كيف تزيد من جودة نومك العميق؟
لتحقيق جودة النوم ، يجب أن تركز على بيئة نومك وعاداتك اليومية. في الواقع، هذه النصائح ستساعدك على تهيئة جسدك وعقلك للاسترخاء والدخول في هذه المرحلة الحيوية من النوم.
إعداد بيئة النوم المثالية
- الظلام التام: يطلق جسمك هرمون النوم الميلاتونين في الظلام. لذلك، استخدم ستائر معتمة وتجنب أي ضوء في غرفة نومك.
- درجة الحرارة: حافظ على درجة حرارة الغرفة باردة (حوالي 18-20 درجة مئوية). يساعد هذا جسدك على الاسترخاء والدخول في النوم العميق.
- الضوضاء: استخدم سدادات الأذن أو آلة الضوضاء البيضاء لمنع أي أصوات قد تزعج نومك.
تنظيم عاداتك اليومية
- تجنب الكافيين والكحول قبل النوم: على الرغم من أن الكحول قد يجعلك تشعر بالنعاس في البداية، إلا أنه يقلل من جودة نومك ويمنعك من الوصول إلى مرحلة النوم العميق. في المقابل، يمنع الكافيين دماغك من الاسترخاء.
- التعرض للضوء الطبيعي: احصل على ضوء الشمس في الصباح. يساعد ذلك في تنظيم ساعتك البيولوجية وإخبار جسمك بأن الوقت قد حان للاستيقاظ، مما يساعده على الاستعداد للنوم في المساء.
- التمارين الرياضية بانتظام: تساعد التمارين في تقليل التوتر وتحسين جودة النوم. ومع ذلك، تجنب التمارين الشاقة قبل النوم مباشرة.
- الوجبات الخفيفة: تجنب تناول وجبات ثقيلة أو دسمة قبل النوم مباشرة.
أقرأ أيضاً :صحة الأمعاء هي مفتاح كل شيء: من فقدان الوزن إلى تحسين مزاجك
أهمية الهدوء قبل النوم
يعد الهدوء قبل النوم أمرًا حاسمًا. في الواقع، يجهز هذا الروتين عقلك وجسدك للنوم. على سبيل المثال، يمكنك قراءة كتاب، و تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية (الهاتف، التلفزيون، الكمبيوتر) قبل النوم بساعة على الأقل. والسبب هو أن الضوء الأزرق المنبعث من هذه الشاشات يقلل من إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعدك على النوم.
تأثيرات قلة النوم العميق على الصحة
الحرمان من النوم الجيد يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحتك. على سبيل المثال، قد يؤدي إلى:
- ضعف الجهاز المناعي: عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم العميق، يصبح جسمك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- زيادة الوزن: يؤثر النوم العميق على الهرمونات التي تنظم الشهية، ولهذا السبب، قد يؤدي الحرمان منه إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام.
- مشاكل في التركيز والذاكرة: بدون النوم العميق، تصبح ذاكرتك ضعيفة ويصعب عليك التركيز.
- مشاكل في المزاج: يرتبط نقص النوم ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب والقلق.
الخلاصة: الجودة أهم من الكمية
في الختام، لا يكفي أن تقضي 8 ساعات في السرير. الأهم من ذلك هو جودة هذه الساعات. النوم الجيد هو وقود جسمك وعقلك، وهو الوقت الذي يتم فيه الإصلاح والتجديد. بالتأكيد، عندما تركز على تحسين جودة نومك، فإنك تستثمر في صحتك العامة على المدى الطويل، ولهذا السبب، فإن هذا الأمر يستحق كل هذا الاهتمام.