جلال الدين الرومى المتصوف الأسلامى، يعد من الشخصيات التاريخية التي ألهمت الملايين عبر السنين، والذي أثر بفكره العميق على التصوف والأدب، سنعرف من هو وكيف كانت حياته وما هى الأشياء التي أثرت فية ليمدنا بكل ذلك الأدب الرفيع.
جلال الدين الرومى
- جلال الدين محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري، المعروف بجلال الدين الرومي.
- ولد عام 1207م، وتوفي عام 1273م.
- كان شاعرًا وعالمًا في الفقه الحنفي وعلوم الدين.
- اتجه إلى التصوف وترك الاهتمام بالشؤون الدنيوية والتصنيف، وفقًا لما ذكره المؤرخون العرب.
- اشتهر بمؤلفاته الصوفية، وأبرزها “المثنوي” المكتوب بالفارسية.
- كما تنسب إليه الطريقة المولوية التي حملت فكره ونهجه الروحي.
نسب جلال الدين الرومي
- جلال الدين محمد بن بهاء الدين محمد بن حسين بن أحمد الخطيب بن القاسم بن المسيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق التيمي القرشي البكري البلخي.
- حيث يعود نسبه إلى الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضوان الله عليه.
مولانا جلال الدين الرومي
- ولد في مدينة بلخ، أفغانستان، ثم انتقل مع والده إلى بغداد وهو في الرابعة من عمره.
- نشأ في المدرسة المستنصرية.
- لم تستمر إقامته هناك طويلًا، إذ رافق والده في رحلة طويلة قبل أن يستقر في قونية عام 623 هـ خلال حكم السلاجقة.
- برع في الفقه والعلوم الإسلامية، فتولى التدريس في أربع مدارس بعد وفاة والده عام 628 هـ.
- لكنه تخلى عن التدريس والتأليف عام 642 هـ تقريبًا، واتجه إلى التصوف.
- فكرس وقته للرياضة الروحية، وسماع الموسيقى، ونظم الشعر، وإنشاده.
معلومات نادرة عن جلال الدين الرومي
- ترك إرثًا صوفيًا عظيمًا، حيث كتبت معظم أشعاره ومؤلفاته بالفارسية، إلى جانب بعض الأعمال بالعربية والتركية.
- أثر بشكل واسع في الثقافات الفارسية والعربية والتركية والأردية والبنغالية.
- لاحقًا ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، ليصبح من أكثر الشعراء شهرة عالميًا، حتى وصفته “BBC” عام 2007 بأنه الأكثر شعبية في الولايات المتحدة.
- عند وفاته عام 1273م، دفن في قونية، وأصبح ضريحه مزارًا بارزًا.
- وبعد رحيله، أسس أتباعه وابنه سلطان ولد الطريقة المولوية، التي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية المعروفة بالسماح.
حياة جلال الدين الرومي
- ولد جلال الدين الرومي في خراسان، التي تقع اليوم في أفغانستان، في 6 ربيع الأول 604 هـ (30 سبتمبر 1207م).
- يعتقد بعض أتباعه أنه ولد في بلدة واخش بطاجيكستان الحالية.
- في ذلك الوقت، كانت بلخ جزءًا من إمبراطورية خوارزم.
- كانت عائلته ذات مكانة مرموقة، حيث ارتبطت بمصاهرة البيت الحاكم.
- والدته مؤمنة خاتون كانت ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد، أما والده بهاء الدينفكان عالمًا في الدين والتصوف.
- لقب بـ سلطان العارفين لسعة علمه ومعرفته.
- عندما اجتاح المغول خراسان، اضطرت عائلة جلال الدين الرومي إلى الهجرة، فتوجهوا أولًا إلى نيسابور، حيث التقى هناك بالشاعر الصوفي فريد الدين العطار، الذي أهداه كتابه أسرار نامه.
- كان لهذا اللقاء أثر عميق على توجهه الروحي.
- من نيسابور واصل رحلته مع عائلته، وهناك حصل على لقب جلال الدين، ثم انتقلوا إلى الشام ومنها إلى مكة المكرمة لأداء الحج.
- بعد ذلك، استقروا في الأناضول، حيث عاشوا سبع سنوات في كارامان، وشهدت هذه الفترة وفاة والدته.
- تزوج الرومي من جوهر خاتون، ورزق منها بولديه سلطان ولد وعلاء الدين شلبي.
- بعد وفاة زوجته، تزوج مجددًا وأنجب أمير العلم شلبي وملكة خاتون.
أعمال مولانا جلال الدين
تنقسم أعمال جلال الدين الرومي إلى عدة تصنيفات أدبية وصوفية، أبرزها:
- المثنوي المعنوي: وهو ديوان شعري بالفارسية يعتبر من أهم الكتب الصوفية، حتى أن بعض المتصوفة يصفونه بـ “الكتاب المقدس الفارسي” وهناك إشارات إلى وجود نسخة عربية نادرة منه.
- ديوان شمس التبريزي: كتبه تخليدًا لذكرى صديقه وملهمه شمس التبريزي، ويضم أكثر من أربعين ألف بيت شعر وخمسين قصيدة نثرية.
- الرباعيات: مجموعة من الأبيات الشعرية القصيرة، أحصاها الباحث بديع الزمان فوزانفر، ووجد أنها تضم 1659 رباعية، أي 3318 بيتًا.
- المجالس السبعة: وهي خطب ودروس صوفية ألقيت في مناسبات مختلفة.
- رسائل المنبر: مجموعة من الرسائل التي كتبها في مواضيع متنوعة.
- تشكل هذه الأعمال مصدرًا هامًا للفكر الصوفي والأدب الروحي في العالم الإسلامي.
أشهر أقوال جلال الدين الرومى
لسلطان العارفين جلال الدين الرومى مقولات خالدة على مر العصور وهي:
- مَنْ لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقاً لا شيء فيه حي.
- إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى.
- هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس.
- كما قال أيضًا “ارتق بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك، فالمطر الذي ينمي الأزهار وليس الرعد”.
- لا يفنى في الله مَنْ لا يعرف قوة الرقص.
تأثير مؤلفات جلال الدين الرومي
كان لأعمال جلال الدين الرومي تأثير عميق على الأدب الفارسي، والتركي، والعربي، والأردي، إضافة إلى دوره البارز في التصوف، حيث:
- ترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات العالمية، بما في ذلك اللغات الأوروبية، ما ساهم في انتشار فكره على نطاق واسع.
- في العصر الحديث، استلهم العديد من الفنانين والموسيقيين الغربيين من أشعاره، ومنهم مادونا، التي غنت ترجمات لبعض قصائده، تقديرًا لفلسفته التي تمجد قوة الحب، وإيمانه بأن الموسيقى والرقص يحملان قيمة روحية عميقة.
- أشار عباس محمود العقاد إلى المكانة الاستثنائية لجلال الدين الرومي، حيث تتنافس أربعة أوطان على نسبه.
- يؤكد العقاد أن هذا التنافس مبرر، لأن الرومي ليس مجرد شاعر أو صوفي، بل هو كنز للحضارة الإسلامية والإنسانية، يستلهم منه الجميع.
قواعد العشق الأربعون
- يظهر تأثير جلال الدين الرومي في الثقافة الحديثة بوضوح من خلال الأدب العالمي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك رواية “قواعد العشق الأربعون“ للكاتبة التركية ألف شفق.
- تعتمد الرواية على خطين متوازيين في السرد، حيث تسلط الضوء على علاقة الصداقة العميقة بين الرومي وشمس الدين التبريزي، وتستعرض تعاليمه الصوفية وأفكاره حول الحب والعشق الإلهي.
- منذ صدورها عام ٢٠١٠م حققت الرواية نجاحًا عالميًا، حيث بيع منها أكثر من مليون نسخة في تركيا وحدها.
- تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية، مما جعلها واحدة من أكثر الكتب مبيعًا في عدة دول، ما يؤكد استمرار تأثير الرومي في الفكر والأدب الحديث.
أثر جلال الدين الرومي في بغداد
- رغم إقامته لسنوات في بغداد، لم يترك أثراً مادياً في العراق، لكنه خلف إرثاً ثقافياً عميقاً ظهر من خلال أتباعه من المتصوفة من بينهم الدكتور عبد الجبار الرفاعي، الذي كتب عنه كثيراً، وأوضح في حديثه أن زيارته لضريح الرومي كانت تجربة روحانية عميقة، إذ وجد فيها أحد أغنى وأثرى منابع الإشباع الروحي.
- ويرى الرفاعي أن الرومي قدم تصوراً للدين لا يتعارض مع الحياة، بل يحتفي بالفرح والفن والتضامن في مواجهة ثقافة الموت.
- فهو دين ينسجم مع الطبيعة البشرية، يشجع على البهجة، ويقدس المحبة، مع التركيز على تطهير القلب من الأحقاد، وجعل الرحمة والتسامح أساساً لطهارة الإنسان، مستنداً إلى يقينه برحمة الخالق وعفوه عن المذنبين.
ختامًا لحديثنا عن سلطان العارفين جلال الدين الرومى نؤكد لكم أن كل عبارته تعكس روح التصوف لديه، حيث يؤكد لنا أن العشق، والفناء، والتأمل، والرقص أدوات للوصول إلى الحقيقة الإلهية، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم بالمعلومات الازمة.
أقرا أيضاً : قصه نبى الله موسى والخضر عليهما السلام