من هى ذات النطاقين ؟

من هى ذات النطاقين التي ذاع صيتها في الإسلام، والتي اشتهرت بمواقفها البطولية المتعددة لنصرة دين الحق، ولماذا سميت بهذا الاسم خصيصًا، وما الذي دفعها لمواجهة المشركين بمفردها بكل شجاعة، كل ذلك سنعرفه معًا، كما سنتطرق إلى حياتها بعد الإسلام بالتفصيل.
من هى ذات النطاقين؟
- ذات النطاقين هو لقب أسماء بنت أبي بكر، ابنة الخليفة الراشد الأول وأخت السيدة عائشة.
- نسبها تنتمي إلى قبيلة قريش من فرع بني تيم.
- والدها هو أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر، ويتصل نسبها بمالك بن النضر، الجد الأكبر لقريش.
سبب تسميتها بذات النطاقين
سرجع ذالك ألى أنها رضى الله عنها شقت نطاقها نصفين لتضع فيه الطعام لسيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم وابيها أبى بكر الصديق رضى الله عنه يوم الهجرة
نسب ذات النطاقين
- أبنة الصديق صاحب وحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- والدتها هي قتيلة بنت عبد العزى، وتنتمي إلى بني لؤي.
- كان لها ثلاثة إخوة وأختان من أبيها.
- أخوها الشقيق هو عبد الله بن أبي بكر، الذي كان يمد النبي وأباه بالمؤن وأخبار قريش خلال الهجرة.
- ومن إخوتها أيضًا عبد الرحمن، الذي تأخر إسلامه حتى صلح الحديبية، ومحمد، الذي كان من أصحاب علي وولي مصر حتى قتل.
- أما أختاها، فإحداهما عائشة، زوجة النبي وأم المؤمنين، والأخرى أم كلثوم، التي ولدت بعد وفاة النبي.
سيرة أسماء بنت أبي بكر الصديق
كانت أسماء بنت أبي بكر مثالًا في السخاء، وطيبة النفس، وكثرة الصدقة، حتى وصفها زوجها بالكرم والتواضع، إلى جانب ذلك:
كانت من أوائل المسلمات في المدينة.
تميزت بعلمها وصبرها وتضحيتها في سبيل الإسلام.
عرفت بشجاعتها وقوتها، وظهر ذلك جليًا عند نصحها لابنها عبد الله بن الزبير بعدم التراجع في وجه الحجاج، رغم علمها بالمصير المحتوم، فكان استشهاده دفاعًا عن مبدئه.
كان لأسماء بنت أبي بكر دور بارز في هجرة النبي محمد ﷺ وأبيها إلى المدينة.
حيث قامت بتجهيز الطعام والزاد لهما، وحين لم تجد شيئًا لربط الطعام، شقت نطاقها نصفين، فربطت به الطعام ، ولذلك لقبت بـ”ذات النطاقين”.
كما كانت تحمل إليهما الطعام والأخبار في غار ثور، متحملة مشقة الطريق وخطر كشف أمرهما.
دورها في الهجرة النبوية
كانت تصرفاتها في الهجرة دليلًا على حكمتها وذكائها في التعامل مع المواقف الصعبة، حيث؛
استخدمت فطنتها في حرصها على طمأنينة جدها، أبي قحافة، بعد هجرة أبيها مع النبي محمد ﷺ.
إذ لما رأته حزينًا ظنا منه أن أبا بكر تركهم بلا مال، وضعت أحجارًا في موضع المال وقامت بتغطيتها بثوب، ثم جعلته يضع يده عليها ليظن أن أبا بكر قد ترك لهم رزقًا، فهدأ واطمأن.
كما أظهرت شجاعة كبيرة عند مواجهة قريش بعد هجرة أبيها والنبي ﷺ، حيث رفضت الإفصاح عن مكانه رغم تهديد أبي جهل، الذي لطَمها حتى سقط قرطها.
زواج ذات النطاقين من الزبير بن العوام
تزوجت أسماء بنت أبي بكر من الصحابي الزبير بن العوام قبل الهجرة، وعاشت معه حياة شاقة بسبب فقره في البداية، حيث:
كانت تقوم بأعمال المنزل الصعبة، مثل سقي الماء، وعلف الفرس، ونقل النوى على رأسها لمسافات طويلة.
في أحد الأيام، رآها النبي ﷺ وعرض عليها الركوب خلفه رحمة بها، لكنها استحيت وخشيت من غيرة الزبير، الذي كان معروفًا بغيرته الشديدة.
عندما أخبرته بالأمر، قال إن حملها للنوى كان أشد عليه من ركوبها.
بعد ذلك أرسل لها والدها خادمًا ليعينها، فشعرت وكأنها قد تحررت من المشقة.
أنجبت من الزبير سبعة أبناء: عبد الله، عاصم، المهاجر، عروة، المنذر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة. وكان آخر أبنائها عروة، الذي ولد في خلافة عمر بن الخطاب سنة 23 هـ.
هجرة ذات النطاقين
هاجرت أسماء بنت أبي بكر إلى المدينة وهي في أواخر حملها، فولدت ابنها عبد الله بن الزبير في قباء.
كان أبنها أول مولود للمهاجرين هناك، مما أدخل السرور على المسلمين بعد إشاعة أن اليهود قامت بسحر المسلمين لمنع الإنجاب.
حملته أسماء إلى النبي ﷺ، فحنكه بتمرة وبارك عليه، وسماه عبد الله تيمنًا بجده أبي بكر، كما أمر أن يؤذَن في أذنيه.
طلاق ذات النطاقين
كان الزبير بن العوام شديدًا على أسماء، مما دفعها للشكوى إلى أبيها أبي بكر الصديق، لذلك نصحها بالتحلي بالصبر.
وضح لها أن الزوجة الصالحة التي تبقى وفية لزوجها وبعد وفاته تجمع معه في الجنة.
بعد ذلك شاركت في معركة اليرموك برفقة زوجها الزبير بن العوام، وروت كيف كان بعض الأعداء يسقطون عند خيمتها دون أن يمسهم السلاح، بسبب تعثرهم بأطرافها.
بعد سنوات من الزواج، طلق الزبير بن العوام أسماء بنت أبي بكر، وأخذ ابنهما عروة وهو صغير.
اختلفت الروايات حول سبب الطلاق، فقيل إن عبد الله بن الزبير قال لأبيه: “مثلي لا توطأ أمه”، فطلقها الزبير.
وقيل إن الزبير ضربها، فاستنجدت بابنها عبد الله، فلما رآه أبوه حلف أن أمه طالق إن دخل، فدخل عبد الله ليحميها، فوقع الطلاق.
وقيل أيضًا إنهما اختصما، وحين حاول عبد الله التدخل للإصلاح، حلف الزبير بطلاقها إن دخل، فدخل فبانت منه.
بعد طلاقها، عاشت أسماء مع ابنها عبد الله بن الزبير.
روايتها للحديث النبوي الشريف
- روت أسماء بنت أبي بكر عددًا من الأحاديث عن النبي محمد ﷺ، ونقل عنها الحديث أبناؤها وأحفادها، بالإضافة إلى عدد من الصحابة والتابعين.
- اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، بينما انفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بأربعة.
- كما روى لها أحمد بن حنبل في مسنده ثمانين حديثًا، وبقي بن مخلد ثمانية وخمسين حديثًا.
- كل ما روته يدل على مكانتها العلمية والرواية الموثوقة عنها رضي الله عنها وارضاها.
موقف أسماء من تولي ابنها الخلافة ومقتله
تولى عبد الله بن الزبير الخلافة عام 64هـ بعد وفاة يزيد بن معاوية، وجعل مكة مقرًا لحكمه، حيث؛
بايعته معظم الأقاليم، باستثناء بعض المناطق في الشام التي بقيت تحت سيطرة الأمويين.
لم تستمر خلافته طويلًا، إذ استعاد الأمويون المدينة المنورة، ثم أرسل عبد الملك بن مروان قائده الحجاج بن يوسف الثقفي لمحاصرته في مكة.
استخدم الحجاج المنجنيق لقصف المدينة من جبل أبي قبيس، ومع اشتداد الحصار، تخلى عنه كثير من أنصاره.
عندما تخاذل أنصار عبد الله بن الزبير واشتد عليه الحصار، لجأ إلى أمه أسماء يستشيرها، فأخبرها أن الأمويين عرضوا عليه الأمان مقابل الاستسلام.
فكان ردها حاسمًا، إذ شجعته على الثبات إن كان على حق، ووبخته إن كان تراجعه بسبب الدنيا.
فقرر الاستمرار في القتال، رغم خوفه من التمثيل بجثته بعد مقتله، فردت عليه بثبات قائلة: “إن الشاة لا تتألم بالسلخ إذا ذبحت، فقبل رأسها وطلب منها الدعاء.
بعد أيام، قتل في المعركة يوم 17 جمادى الأولى سنة 73 هـ.
دخلت أسماء مكة بعد مقتل ابنها، وكانت قد فقدت بصرها.
أرسل الحجاج يطلب حضورها، لكنها رفضت، فأرسل يهددها بالسحب من شعرها، فردت بثبات بأنها لن تأتي إلا مكرهة.
اضطر الحجاج إلى زيارتها بنفسه، وسألها عن رأيها فيما فعله بابنها، فقالت: “أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وأشارت إلى أن النبي ﷺ أخبرهم بأن في ثقيف كذابًا ومبيرًا، وأنها تراه هو المبير.
غادر الحجاج دون رد، وحين بلغ الأمر عبد الملك بن مروان، وبخه وأمر بإنزال جثمان عبد الله، فقامت أسماء بتجهيزه ودفنه، ثم توفيت بعده بأيام.
وفاة ذات النطاقين
- عاشت أسماء بنت أبي بكر عمرًا طويلًا، حتى بلغت مئة سنة، وقيل إنها لم تفقد بصرها ولا سقط لها سن.
- توفيت بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بفترة وجيزة، تراوحت بين عشرة أيام وبضع وعشرين يومًا.
- أوصت أهلها عند وفاتها بعدم وضع الحنوط على كفنها أو اتباع جنازتها بالنار.
- وكانت آخر من توفي من المهاجرين والمهاجرات.
وبذلك نكون قد أتممنا حديثنا عن “ذات النطاقين” أسماء بنت أبي بكر رضوان الله عليهم أجمعين، موضحين لكم قصة حياتها بالكامل، راجين من المولى عز وجل أن يجمعنا معهم في الفردوس الأعلى.
أقرا أيضاً : صلاة الجنازة فضلها وكيفيتها والدعاء للمتوفى